رئيس حكومة بنجلاديش: شرف عظيم أن أحضر إلى مؤسسة الأزهر العريقة
رئيس حكومة بنجلاديش: شرف عظيم أن أحضر إلى مؤسسة الأزهر العريقة
رئيس حكومة بنجلاديش: جامعة الأزهر مرتكز علمي جوهري في الشرق وتجسيد للاستنارة والتسامح والشمول
رئيس حكومة بنجلاديش: تأثير الأزهر الشريف في بنجلاديش امتد على نطاق واسع منذ زمن بعيد
رئيس حكومة بنجلاديش: أتطلع إلى الأزهر الشريف لقيادة التحول الضروري في مجتمعاتنا
رئيس حكومة بنجلاديش: لا بد أن نوقف آلام الفلسطينيين ونتكاتف من أجلهم
رئيس حكومة بنجلاديش يدعو إلى التفكير في كيفية تجديد نظام التعليم في العالم الإسلامي
رئيس حكومة بنجلاديش: المجزرة المستمرة في غزة على مدار 14 شهرًا تعد تذكيرًا مخيفًا بمحدودية المعايير والمؤسسات الدولية
ألقى الدكتور محمد يونس، رئيس الحكومة المؤقتة لبنجلاديش الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام ٢٠٠٦م، اليوم الخميس، محاضرة عامة، من رحاب الأزهر الشريف، بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر، بحضور فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، ولفيف من عمداء الكليات والقيادات السياسية والدبلوماسية، وجموع من طلاب بنجلاديش الدارسين في الأزهر الشريف.
وأعرب رئيس حكومة بنجلاديش عن شعوره بسعادة بالغة لوجوده في رحاب الأزهر الشريف ووسط طلابه وأساتذته، قائلا: «شرف عظيم أن أحضر إلى مؤسسة الأزهر العريقة، فكلما زرت مصر كنتُ أنظر إلى الأزهر الشريف من بعيد، إنها خبرة لا تضاهيها خبرة حصلت عليها من قبل»، مشيدًا بتمكن الأزهر الشريف ونجاحه في رعاية تلك الأعداد الهائلة من الأكاديميين والطلاب المصريين والوافدين، موجهًا تحية خاصة لطلاب بنجلاديش الدارسين بالأزهر الشريف، قائلا لهم: «دراستكم بالأزهر الشريف تتيح لكم نظرة ثاقبة على العالم والإنسانية جمعاء».
وقال رئيس حكومة بنجلاديش: "في طفولتي كان والدي يحكي لي ولإخوتي عن جامعة الأزهر مرتكزًا علميًّا جوهريًّا في الشرق، وليست مجرد مؤسسة للتعليم العالي؛ وارتحل المئات من منطقتنا إلى هذه المؤسسة العظيمة طلبًا للعلم. وبالنسبة لي تمثل جامعة الأزهر تجسيدًا للاستنارة، والتعاطف، والوئام، والتسامح، والشمول، وهي المفاهيم الجوهرية لدينا نحن المسلمين، وكذلك لدى الإنسانية جمعاء، وفي ذلك يتجاوز الأزهر الشريف الحدود التقليدية للدراسات الإسلامية».
وأضاف رئيس حكومة بنجلاديش: «نحن ننظر إلى الأزهر الشريف كبوتقة لمذاهب عدة؛ تشمل: الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي. ولطالما تمسك الأزهر الشريف بقيم العدالة والمساواة والبحث الفكري، والتي جذبت الناس إلى الإسلام في سنواته الأولى، كما سعى إلى إلهام روح البحث خارج نطاق الدين، وتعزيز تلك الروح»، مؤكدًا أن تأثير الأزهر الشريف في بنجلاديش قد امتد على نطاق واسع منذ زمن بعيد؛ حين جلب العلماء الذين تخرجوا من الأزهر الشريف التصوف إلى بنجلاديش، والذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والروحي، قائلًا: «حتى يومنا هذا تحظى آراء علماء الأزهر الشريف بتقدير كبير في بنجلاديش، وما تزال تسهم في تشكيل الخطاب الديني والاجتماعي المعاصر».
وتحدث رئيس حكومة بنجلاديش عن تجربته في مساعدة فقراء في بلاده، وتوفير المساعدات الإنسانية لهم بشكل مستدام، ومحاولاته لإقناع البنوك والمصارف لإعطاء قروض ميسرة للفقراء وعدم اقتصارها على المستثمرين فقط، داعيًا الشباب للتفكير الجاد والبحث عن الحلول والطرق الأقرب لمساعدة الناس والفقراء، مؤكدًا أنها مسألة مهمة ينبغي مراعاتها والحرص على تطبيقها، ومسئولية جسيمة تقع على عاتق الشباب لإحداث التغيير الإيجابي والتقدم المنشود.
وتابع رئيس حكومة بنجلاديش، أنه حان الوقت لاتخاذ موقع جديد لنا في هذا العالم، في ضوء قيم الإسلام ومبادئه، والتفاعل ثانية مع العالم ونحن متحدون، قائلًا: «أتطلع إلى الأزهر الشريف لقيادة التحول الضروري في مجتمعاتنا؛ حيث إن رسالته الجامعة فكريًّا وأخلاقيًّا وروحيًّا يمكن أن تلهم المسلمين في جميع أنحاء العالم وكذلك الإنسانية جمعاء لتبني حضارة متوازنة ومتجانسة»، مؤكدًا أننا نعيش في وقت يجب أن تتوجه فيها المساعي البشرية نحو البحث عن العدل والتصالح، وعن نظام عالمي مُنصِف تمثل روح التعاطف الإنساني فيه أولوية تتغلب على روح الانتقام والظلم والمنظورات الضيقة للنظام العالمي.
وأكد رئيس حكومة بنجلاديش أن قتل نحو 45,000 فلسطيني في المجزرة المستمرة في غزة على مدار 14 شهرًا يُعد تذكيرًا مخيفًا بمحدودية المعايير والمؤسسات الدولية، قائلًا: «لا بد أن نوقف آلام الفلسطينيين ونتكاتف من أجلهم»، موضحًا أن المفاهيم المغلوطة تنتشر في كثير من أنحاء العالم، وتتكاثر المعلومات المضللة، وتتفوق الأساطير على الحقائق، وأنه غالبًا ما يقع الإسلام والمسلمين ضحايا للتشويه والصور السلبية، وأن كل هذه الأزمات تشير في النهاية إلى أزمة أعمق فيما يتعلق بفهمنا للتعاطف أو للافتقار إليه.
ودعا رئيس حكومة بنجلاديش إلى التفكير في كيفية تجديد نظام التعليم في العالم الإسلامي، ووضع الأكاديميين والباحثين والمفكرين المسلمين في طليعة الثورة العلمية والتقنية، قائلًا: «نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون بين دول العالم الإسلامي، وكذلك إلى التفاعل النشط مع الدائرة الأوسع للمعارف العالمية».