الندوة التثقيفية المشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأزهر الشريف بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة
الندوة التثقيفية المشتركة بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأزهر الشريف بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة
=========================
تضمنت الندوة محاضرات ومناقشات حول القواسم المشتركة بين مبادئ القانون الدولي الإنساني ومبادئ الشريعة الإسلامية، وحماية المدنيين والمعاملة الإنسانية للأسرى في أثناء النزاعات المسلحة من منظوري القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية، بهدف تعزيز قبول القانون الدولي الإنساني عالميًا وإلقاء الضوء على القيم الإنسانية والأحكام الراسخة في الفقه الإسلامية التي تنص على حق الحماية.
وافتتح الندوة سعادة الأستاذ الدكتور/ محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، ورحب بالحضور جميعًا، وأكد على أهمية إقامة مثل هذه الندوات التثقيفية مبينًا أن الإسلام قد حرص على إرساء مبادئ الإنسانية في السلم والحرب.
ففي حالة الحرب نهى عن الاعتداء على الغير إلا من أعتدى وأمر أتباعه أن لا يقطعوا شجرًا ولا يقتلوا شيخًا ولا امرأة ولا طفلًا وأن يحسنوا معاملة الأسرى وأن يضمدوا الجرحى، من هنا نرى أن هناك قواسم مشتركة بين مبادئ القانون الدولي الإنساني ومبادئ الشريعة الإسلامية.
ووافق السيد ألفونسو فيردو بيريز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مصر، على هذا الرأي، مؤكدًا على أهمية القانون الدولي الإنساني.
وقال في كلمته الافتتاحية: نحن في اللجنة الدولية للصليب الأحمر نقول دائمًا إن الحروب لها حدود وهذه الحدود يحددها القانون الدولي الإنساني، وهو عبارة عن مجموعة من المبادئ التي ولدت من الرغبة في الحد من المعاناة في زمن الحرب، وهذه المبادئ تعمل كجسر بين الحرب والسلام، والأخلاق والشرعية، والوحشية والرحمة.
وأشار السيد ألفونسو إلى أن التشابه بين القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية ليس مصادفة، بل يعكس قيمًا عالمية، وأكد أن احترام هذه القيم أصبح اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وقامت الأستاذة/ نسمة نوار رئيس قسم الإعلام والاتصال باللجنة الدولية للصليب الأحمر بعرض تاريخ اللجنة ودورها في المجتمع الدولي، وتحدثت عن تعريف الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وافتتحت الجلسة الثانية الأستاذة/ نورا شوقي، مستشار قانوني باللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة، وتحدثت عن مدلول القانون الدولي الإنساني.
وألقى فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد مهنا أستاذ القانون الدولي المتفرغ بالكلية، محاضرة بعنوان: مبادئ القانون الدولي الإنساني والقواسم المشتركة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، مؤكدًا على أنه هناك الكثير من القواسم المشتركة بين القانون الدولي الإنساني والشريعة الإسلامية. فالشريعة الإسلامية تكفل حق الحماية والاحترام والمعاملة الإنسانية الكريمة لضحايا النزاعات المسلحة.
وأوضح أن الشريعة الإسلامية احترمت الإنسان علي أنه إنسان، فالهدف من الحرب ليس إزهاق الأرواح؛ لذا كل من لم يشارك في الحرب يٌحرم الاعتداء عليه فكانت وصيته صلى الله عليه وسلم "لا تقتلوا شيخًا ولا امرأة ولا طفلًا ولا تحرقوا بيتًا ولا شجرًا".
مضيفًا أن الشريعة الإسلامية كرمت الإنسان على أنه إنسان بعيدًا عن لونه ودينه وجنسه.
ومن جانبه أكد عميد الكلية الأستاذ الدكتور/ عطا السنباطي، أن الإسلام دين الرحمة، وكيف كان يتعامل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع الأسرى والجرحى، وأنه قد نهى عن قتل النساء والصبيان، ثم تحدث عن اتفاقية "جنيف" مبينًا موقف الشريعة الإسلامية مما جاء في الاتفاقية قائلًا: لو أردنا أن نتتبع اتفاقية جنيف لنقارنها بما لها من أشباه في تشريعات الإسلام الخاصة بالأسرى، كإباحة الشكوى والاستماع لها، كما فعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – مع ثمامة بن أثال، وكإنشاء مكتب لجمع وحصر المعلومات عن الأسرى وتبادلهم، فأحكام المفقود خير شاهد على ذلك، وأضاف الدكتور عطا: كم كان بين تعاليم الإسلام السابقة التي طبقت عملًا، وتنعم بعدلها ورحمتها وإنسانيتها أسرى وجرحى وقتلى الحروب، فما أشد اشتياق الإنسانية إليها، وبين اتفاقية جنيف السابقة حين بدأت الدول الغربية تضع نظامًا مفصلًا لمعاملة الأسرى، ليته يطبق، فرغم وجوده على الورق، إلا أن الواقع عكس ما فيه.
وقام الدكتور/ أحمد كشك عضو مكتب التميز الدولي بجامعة الأزهر ببيان مفصل عن جهود الأزهر الشريف في خدمة العمل الإنساني، ثم قام بعرض تقرير مصور يوضح جهود المؤسسة الدينية الإسلامية الأكبر في العالم وإمامها الأكبر الأستاذ الدكتور احمد الطيب، في نشر قيم السلام والحوار والحث على التعايش والعيش المشترك، التي يتبناها الأزهر الشريف ويعمل على نشرها في جميع أنحاء العالم، واختُتِم التقرير برسالة سلام وجهها فضيلة الإمام الأكبر إلى العالم أجمع أفرادًا وجماعات ومنظمات دولية وإقليمية وقادة
دينيين، بضرورة التعاون ودعم كل الجهود المخلصة التي تعمل على نشر ثقافة التسامح والتراحم والسلام العالمي والتعايش المشترك بين أبناء الوطن الواحد وبين مختلف الدول والشعوب، مما يسهم في تعزيز قيم التسامح والمواطنة، وبناء جسور الحوار والتفاهم والتسامح بديلًا عن العنف والكراهية، ويحافظ على استقرار الأوطان ونهضتها.
وألقى الدكتور/ محمد بيومي، عضو الأمانة الفنية للجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، محاضرة عن دور اللجان الوطنية والقيادة الاستراتيجية في تعزيز مبادئ القانون الدولي الإنساني.
ومن جانبه اختتمت الندوة الأستاذة/ بسنت عبد المجيد، مستشار قانوني باللجنة الدولية للصليب الأحمر بالقاهرة، والتي تحدثت عن المعاملة الإنسانية لأسرى الحرب والجرحى والقتلى من منظور القانون الدولي الإنساني.
واستمرت فاعليات الندوة يومي (27/28) من شهر نوفمبر بقاعة الاحتفالات بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة.