الحمدُ للهِ الحكيمِ العدلْ، القائلِ في كتابِه المنزَّلِ على خيرِ الرسلْ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ والقائل {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، والصلاةُ والسلامُ الأتمَّانِ الأكملانِ على رسولِ الإنسانية وإمامِ الرحمة، سيدِنا ومولانا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين... معالي أ.د / سلامة جمعة داوود "رئيس الجامعة " نائبا عن فضيلة الأمام الأكبر حفظه الله معالي أ.د محمد مختار جمعة "وزير الأوقاف " فضيلة أ.د / شوقي علام مفتي الديار المصرية " فضيلة أ.د /على جمعة "مفتي الديار المصرية الأسبق ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب " فضيلة أ.د / نظير عياد " أمين عام مجمع البحوث الإسلامية أصحاب الفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء السادة نواب رئيس الجامعة باسمائهم حسب الحضور بداية من الدكتور محمود صديق نيافة الأنباء / أرميا "الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي " أ.د / مصطفي الفقي "المفكر السياسي الكبير ورئيس مكتبة الأسكندرية السابق " سعادة السفير منير الفاسي / الوزير المفوض لجامعة الدول العربية سعادة اللواء / أبو زيد موسي ممثلا عن وزارة الداخلية سعادة السفير / عمرو عباس مساعد وزير الهجرة لشئون الجاليات سعادة سفير / إيريك شوفاليه سفر فرنسا بمصر السادة رؤساء الجامعة السابقين السادة ممثلوا الوزرات السادة ممثلوا السفرات( المملكة العربية السعودية - ماليزيا – سنغافورة – اندونيسا – كازاخستان ) والسادة أعضاء الهيئات الدبلومسية وأعضاء المجامع البحثية . سعادة أ.د / سحر نصر " المدير التنفيذي لبيت الزكاة ووزير الأستثمار الأسبق " سعادة المستشار / محمد عبد المحسن "رئيس نادي القضاة سعادة المستشار / ياسر نصر "رئيس محكمة النقض " السادة أعضاء الهيئات القضائية أ.د / أسامة عبد الحي "نقيب الأطباء " السادة عمداء ووكلاء الكليات الزملاء من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والجهاز الإداري بالكلية ابنائنا الباحثين والباحثات طلاب وطالبات الجامعة أحييكم جميعًا تحيةً من القلبِ يَطِيبُ شَدَاهَا مِسْكًا ورَيحَانًا، وتَحمِلُ في طَيَّاتِها حُبًّا وتقديرًا وإجلالًا واحتراما؛ بتحية الإسلامِ،: السلام ُعليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: فإذ شرَّفتُـمُ الزمانَ، واستنار بحضورِكم المكانُ، فإنَّا نعلِنُ بكم ومعكم وإليكم: انطلاقَ فعَّالياتِ المؤتمرِ العلميِّ الدوليِّ الرابعِ لكليةِ الشريعةِ والقانونِ بالقاهرةِ، تحت عنوان: «المبادئُ الأخلاقيةُ والتشريعيةُ في أوقاتِ الصراعاتِ الدوليةِ» الحضور الكريم... انطلاقًا من الرعايةِ التي أَوْلَتْـهَا الشريعةُ الإسلاميةُ السَّمحَةُ بإرساءِ المبادئِ والقواعدِ الأخلاقيةِ في سائر الأوقات بصفةٍ عامَّةٍ، وفي أوقات التوتراتِ والصراعاتِ بصفةٍ خاصةٍ. واعتبارًا لما تضمَّنه الإعلانُ العالميُّ لحقوقِ الإنسان، والذي أقرَّتْهُ الجمعيةُ العامَّةُ للأممِ المتحدةِ، في 10 ديسمبر 1948م، حيث جسَّد هذا الإعلانُ وقنَّن ثمراتِ جهودٍ ونضالاتٍ إنسانيةٍ كثيرةٍ، في ميدانِ حقوقِ الإنسانِ وحمايتِها وتكريسها ، حيث تجسد الخلفيات الثقافية والقانونية لكافة الشعوب ، الأمر الذي أدى إلى اعتبارِ هذا الإعلان المعيارَ المشتركَ الذي ينبغي أن تَستهدِفَه كافةُ المواثيقِ والتشريعاتِ. واتساقًا مع ما تتبنَّاهُ الدولةُ المصريةُ من اتجاهٍ يدعو إلى حمايةِ المشتركَاتِ الإنسانيةِ، والحدِّ من وقوعِ الصراعاتِ الدوليةِ، أو حلِّها -عند وقوعِها- بالطرقِ والممارسات الإنسانية والسلمية التي تدعو إليها الشرائع السماوية، وتقررها مبادئ القانون الدولي الإنساني. لكلِّ ما سبق ، فقد جاء اختيارُ عنوانِ هذا المؤتمرِ الدوليِّ، لاَ سيَّما أنَّ البشريةَ لم تَكُنْ بحاجَةٍ ماسَّةٍ إلى تطبيقِ مبادئِ الإنسانية وتفعيلِ أخلاقيات الصراع كحاجتِها إليها في الظروفِ الراهنةِ التي يشهدُها العالَم. السيدات والسادة... اشتمل المؤتمرُ على عددٍ من المحاور، تضمَّن أولُها: المبادئَ الأخلاقيَّةَ الحاكمةَ للصراعاتِ الدوليةِ في الشريعةِ والقانون، بما يَلزَمُ ذلك من رعايةٍ لحقوقِ الإنسانِ الأساسيَّةِ أثناءَ الصراعاتِ الدولية، وتطبيقٍ لمبادئِ العدالةِ والمساواةِ، مع حظر العدوانِ في سائرِ العلاقاتِ الدوليةِ. كما تعرضت محاور المؤتمر لأسبابِ وسُبُلِ مواجهةِ الصراعاتِ الدوليةِ في الشريعةِ والقانونِ، الممثلةِ في التدابيرِ الوقائيةِ والعلاجيةِ لتلكَ الصراعاتِ الدوليةِ، وإبرازُ دورِ الشرائعِ السماويةِ في تكريسِ القِيَمِ الإنسانيةِ في أوقاتِ الصراعاتِ الدوليةِ، وكذلك بيانُ الدورِ المجتمعيِّ والإعلاميِّ في تلك الأوقاتِ العصيبةِ. أيضًا: تسليط الضوء على ما قررته الشريعةُ الإسلاميةُ والتشريعاتُ والقوانين الدولية من مبادئَ حاكمةٍ في أوقاتِ الصراعاتِ الدوليةِ، كحماية المدنيين، وأسرى الحرب. والمنشأت والهياكل الدينية والتعليمية والطبية . كما اشتمل المؤتمرُ على محورٍ خاصٍّ بحمايةَ الحقوقِ والممتلكاتِ في أوقاتِ الصراعاتِ الدوليةِ، سواء كانت اقتصاديةً أم اجتماعيةً أم ثقافيةً أم فكرية. كما خُتمت تلك المحاور الخمسة، بمحورٍ مستقلٍّ في حمايةَ الأمنِ الفكريِّ والمعلوماتيِّ في أوقاتِ الصراعاتِ الدولية. ضيوفنا الأعزَّاء... يأتي هذا المؤتمرُ ضمنَ مجموعةِ خُطُواتٍ وإجراءاتٍ وجهودٍ فَـعَّالةٍ، تَشْرُفُ كليَّتُنا العريقةُ بتقديمِها والقيامِ عليها تُجاهَ القضايا الدوليةِ المعاصرةِ، لاسيما ماتشهده منطقتنا فى الفترة الراهنة . ومما لا شكَ فيه: أنَّ شريعتَنا الإسلاميةَ الغرَّاءَ لها القدحُ المُعلَّى والسبقُ المتفرِّد ُفي إرساءِ مبادئِ الإنسانيةِ والأخلاقِ الراقيةِ في سائر الأوقات والأزمان، لا سيما في أوقاتِ الصراعات الدوليةِ. بل إنَّ الشريعةَ الإسلاميةَ اعتبرت حالةَ الصراعِ وقرارَ الحربِ استثناءً وخروجًا على النمطِ الأصليِّ المستقرِّ الذي رسمته للبشريةِ وارتضته لها؛ إذ الأصلُ في العلاقاتِ البشريةِ في الإسلام: السِّلْمُ والأَمنُ من أجلِ تحقيقِ التعارُفِ والعيشِ السِّلميِّ المشترك بين كافة الأممِ والشعوبِ. فإذا اقتضت الضرورةُ ردَّ العُدوانِ، وحمايةَ الأوطانِ، والدفاعَ عن الحقوقِ المنتهَكة، فإنَّ مبادئَ الإنسانيةِ تتصدَّر المشهَدَ، على نحوٍ لم تعرف البشريةُ له نظيرًا من قبلُ. أَوَ لَمْ يُحذِّرْ سيدُنا رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) من التعرُّض للمدنيين أثناء قيام الصراعات المسلحة، حين أوصى قادة الجيوش بقوله: «لَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا، وَلَا طِفْلًا، وَلَا صَغِيرًا، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا تَغُلُّوا، وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»؟! أو لم يُصرِّح خليفةُ رسولِ اللهِ الأولُ، سيدُنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) بحتميةِ الموازنةِ بين الضرورةِ الحربِيةِ وبين تطبيقِ مبادئِ الإنسانيةِ ولوازمِها، ليس فقط تُجاه الإنسان، بل تُجاه الحيوانِ أيضًا، وكذلك تُجاه البيئةِ والعُمرانِ وسائر الممتلكاتِ المدنيَّة؟! يتضح ذلك جليًّا في وصيتِه لأميرِ الجيش، ينهاه خلالَها عن الفسادِ والتخريبِ والإضرارِ المتعمَّدِ بالبيئةِ والعمرانِ أثناء الصراعات المسلحة، في قولِه (رضي الله عنه): «لَا تَقْطَعَنَّ شَجَرًا مُثْمِرًا، وَلَا تُخَرِّبَنَّ عَامِرًا، وَلَا تَعْقِرَنَّ شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، إِلَّا لِمَأْكَلَةٍ، وَلَا تَحْرِقَنَّ نَحْلًا، وَلَا تُغَرِّقَنَّهُ»؟! ومِن ثَمَّ، فإنه يبقى أمام المجتمع الدولي جملةٌ من التحدِّياتِ في إدارةِ الصراعاتِ الدوليةِ، توجب على الجميعِ التعاونَ البنَّاءَ الهادفَ لإنقاذِ البشريةِ من براثنِ العدوانِ ومهالكِ الوحشيةِ المُدمِّرة. ولعلَّ فعاليات وجلسات هذا المؤتمر تكون نافذةَ أملٍ نحو الأفضل، وخطوةً بارزةً في سبيلِ أداء كلية الشريعة والقانون بالقاهرة لرسالتِها التي تحملت مسئولية القيام بها على مدار تاريخها المديد، باعتبارها أحدَ أهمِّ وأبرزِ صروحِ الأزهر الشريف الشامخةِ. نجدد الترحاب بحضراتكم جميعًا، سائلين المولى تبارك وتعالى لدولتِنا المصريةِ، ولأمتِنا العربيةِ، والإسلاميةِ، وللإنسانيةِ جمعاء، الخيرَ والسلامَ والأمنَ، كما نسألُه سبحانَه أن يُتمِّمَ مؤتمرَنا هذا على أحسن ما يكون، وأن يَكتُبَ له التوفيقَ والقبولَ، كي يؤتيَ ثمارَه على النحوِ المُبتَغَى، ويتحققَ به النفعُ المرجوُّ؛ إنه بكل جميلٍ كفيل، وهو حسبُنا ونعم الوكيل، والحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برتوكول مجلة الفقه والقضاء والتشريع
29/03/2017 وقع فضيلة أ.د /عادل عبد العال خراشي عميد الكلية بتاريخ 29/3/2017م برتوكول تاسيس مجلة الفقه والقضاء والتشريع