كلمة عميد الكلية

الكلمة الافتتاحية للمؤتمر

الحمدُ للهِ القائلِ:{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلً}، والصلاةُ والسلامُ على من فَصَّل وأبان بأوضح بيانٍ، فقال: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ».
أصحابَ المعالي والسعادة، والفضيلة
معالي الوزير أ. د/محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر، أ. د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر حفظه الله ورعاه.
 صاحبة السعادة، معالي الدكتورة/ نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي.
 فضيلة أ. د/سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر.
 فضيلة أ. د/ محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث.
 فضيلة أ.د/ نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية
 فضيلة أ.د / حسن صلاح الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء
 سعادة السفير/ لطفي رؤف سفير دولة اندونيسيا
 السادة العلماء رؤساء الجامعة السابقين
 أصحاب الفضيلة من أعضاء هيئة كبار العلماء
 السادة نواب رئيس الجامعة
 الضيوف الكرام، ، من ممثلي السفارات، والعلماءِ، وأعضاءِ الهيئاتِ القضائيةِ، وأعضاءِ هيئةِ التدريسِ، كلٌّ باسمِه وصفته.
 الحضور الكرام، من الباحثينَ والطُلَّاب.
أحييكم جميعًا بتحية الإسلام فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. وبكمْ ومعكمْ أعلن انطلاقَ فعَّالياتِ المؤتمرِ العلميِّ الدوليِّ الثالثِ لكليةِ الشريعةِ والقانونِ بالقاهرةِ، تحت عنوان:
(الرعايـة الشرعيـة والقانونيـة لـذوي الهمـم فـي ضـوء رؤيـة مصـر ٢٠٣٠)





الحضور الكريم ..
انطلاقاً من الرعاية التي أولتها الشريعة الإسلامية لحقوق الإنسان بصفة عامة، وذوي الهمم على وجه الخصوص جاء اختيار كلية الشريعة والقانون لهذا الموضوع الذي يمس فئة مهمة من الفئات الأولى بالرعاية داخل المجتمع؛ ومواكبة مع رؤية الدولة المصرية التي تسعى نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة الشاملة ومراعاة للاهتمام الدولي بقضايا التنمية المستدامة، جاءت النسخة الثالثة من المؤتمرات الدولية التي تحرص كلية الشريعة والقانون بالقاهرة على تنظيمها لتتناول أوجه الرعاية الشرعية والقانونية لذوي الهمم؛ اضطلاعا بدورها المجتمعي في خدمة الوطن والعناية بفئاته المختلفة.
هذا ولاشك أن الاهتمام بقضايا ذوي الهمم يعد مطلبا شرعيا ومجتمعيا مهما لكونه يستهدف ضمان ممارسة إخواننا من ذوي الهمم لحقوقهم بشكل يساعدهم على العيش كأفراد عاديين لا يشعرون أن إعاقتهم قد عزلتهم عن المجتمع.
ولقد حظي ذوو الهمم باهتمام بالغ على الصعيدين الدولي والمحلي؛ فحرصت المواثيق الدولية لحقوق الإنسان على كفالة حقوقهم، وعلى الصعيد المحلي نال ذوو الهمم اهتماما تشريعيا بالنص على حقوقهم في الوثيقة الدستورية والقوانين المنظمة لهذه الحقوق.
الحضور الكريم ...لا يخفَى على حضراتكم: أنَّ الدولةَ المصريةَ - بقيادتِها السياسيَّةِ الحكيمةِ، مُمَثَّلةً في فخامة السيد الرئيسِ عبد الفتاح السيسي- تُعتبرُ في الوقتِ الراهنِ أبرزَ الدُّوَلِ اعتناءً بهذا المَلفِّ الذي يبلغ من الأهميةِ مبلغًا ملحوظًا.
ولأنَّ الإعاقةِ بكافَّةِ أنواعِها تُعتَبرُ قضيةً مجتمعيةً، يَلزَمُ مواجهتُها بتكافلِ وتَضَافُرِ كافَّةِ مؤسساتِ الدولةِ وأفرادِها، فقد رَأت كليةُ الشريعة والقانون بالقاهرة أن تُخصِّصَ مؤتمرَها الثالثَ لتناوُلِ هذا الملفِّ الحيويِّ تناولًا شرعيًّا وقانونيًّا في ضوء رؤية الدولة المصرية 2030م.
وتأتي هذه الخُطوةُ المُهمَّةُ ضمن مجموعةِ خُطواتٍ وإجراءاتٍ وجهودٍ فعَّالةٍ، تتشرَّف كليتُنا العريقةُ بتقديمِها والقيامِ بها، باعتبارها واجبًا من واجباتِها في المشاركة المجتمعيةِ تُجَاه القضايا التي تَشغَلُ البالَ المجتمعيِّ بصورةٍ ملموسةٍ وشكلٍ مؤثِّرٍ،
الجمعُ الكريم...إنَّ شريعتَنا الإسلاميَّةَ الغرَّاءَ لا يتوقَّفُ دَورُها عند تأييدِ ودعمِ تلك الإجراءاتِ المهمةِ اللازمةِ فحسب، بل كان للشريعةِ السبقُ المطلقُ في إرساءِ هذه القواعدِ، وتنظيمِ تلك الحقوقِ، واعتبارِها من ركائزِ الإسلام العُظمى، ودعائمِه الكُبرى.
وليس أدلُّ على ذلك من تولية النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله ابن أم مكتوم على المدينة خليفة له؛ حيث لم يمنعه العمى من أن يتولى الولاية على المدينة.
كما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أرسل الصحابي معاذ بن جبل (رضي الله عنه) - وكان رجلا أعرج- إلى اليمن عاملا عليها، فلم يمنعه العرج من تبوء المكانة التي يستحقها في الحياة السياسية والاجتماعية.
وبهذا..
ندرك أن ذوي الهمم كانوا ومازالوا في عين الشريعة الإسلامية التي أولتهم الرعاية الواجبة لهم بما يضمن نيل حقوقهم كاملة غير منقوصة، تلك الرعاية التي قامت على فلسفة حكيمة مفادها أن الإعاقة ليست سمة انتقاص، بل هي ظاهرة توجب الرعاية وكفالة المساواة في الحقوق داخل المجتمع.
الجمع الكريم يبقى أمام المجتمع جملة من التحديات التي تتعلق باهتمامات ذوي الهمم وتشغل بالهم، تلك التحديات توجب على الجميع القيام بدوره حيالها، ولعل فاعليات وجلسات هذا المؤتمر تسفر عن تقديم الحلول والأفكار والأطروحات التي تسهم في تقديم المزيد من الدعم والرعاية لهم، وتعالج تلك التحديات التي يواجهونها داخل المجمتع .
نُجدِّدُ التَّرحَاب بحضراتِكم، سائلين الله تعالى لدولِتنا المصرية ولأمتِنا العربيةِ والإسلاميةِ، وللإنسانيةِ جمعاء، الخيرَ والسَّلام.
كما نسألُه سبحانه أن يُتمِّمَ مؤتمَرنا هذا على أحسنَ ما يكون، وأن يكتبَ له التوفيقَ والقبول؛ ليُؤتيَ ثمارَه على النحوِ المُبتَغى، وليتحققَ به النفعُ المرجوُّ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.