عرف الشيخ المدني بالنبوغ منذ الصغر. أتم حفظ القرآن الكريم قبل أن يبلغ السنة الثانية عشرة من عمره. حين كان طالباً بالسنة الأولى في معهد الإسكندرية الثانوي , وأجاز القانون لجميع الطلاب أن يتقدموا لامتحان الشهادة الثانوية ما داموا يحملون الشهادة الابتدائية ودون النظر إلى انقضاء عدد معين من السنوات. وأحس في نفسه بقدرة علمية عالية تمكنه من سبق زملائه وهو ما دفع محمد محمد المدني أن يتقدم لامتحان الشهادة الثانوية وأن ينجح بأعلى الدرجات مما أهله فيما بعد بأن يلتحق بالقسم العالي وكان ذلك في إبريل 1927 م. كانت هذه نادرة عجيبة، تلتها نادرة أخرى هي أن القانون أباح لحامل الثانوية أن يتقدم لامتحان العالمية من درجة أستاذ (الدكتوراه) دون النظر لانقضاء عدد معين من السنوات. فتقدم لطلب الشهادة وظفر بها بتوفيق الله في أكتوبر 1927 م وكان في العشرين من عمره، وهي سن لم تتهيأ من قبل لعالمٍ أزهري. يعرف صعوبة الامتحان الشفوي للسنة النهائية بالقسم العالي، حيث مكث حوالي خمس ساعات في نقاش علمي جاد يتناول علوم الشريعة والقانون والأدب وكان الممتحنون من هيئة كبار العلماء.
التحق فيما بعد بقسم التخصص في فرع البلاغة والأدب فخرج مبرزاً عام 1930 م وعين مدرساً بالمعهد السكندري الذي كان طالباً فيه.
وقد اختاره الأستاذ محمود شلتوت وكيل كلية الشريعة في هذا الوقت، مدرساً بها. وأسند إليه مادة أصول الدين.طلب العلم في صباه بالأزهر الشريف، وقد كان لديه شغف بعلوم السنة خاصة، الأمر الذي جعله ذا بصيرة نافذة في علم الحديث رواية ودراية - لم يكتف بطلب العلم بمصر أو تعليمه للناس، بل كان يطوف في مستهل حياته يطلب العلم وتارة أخرى يعلمه للناس، ثم ذهب إلى الإسكندرية وهناك شعر بالمرض فعاد إلى بلدته دمنهور حيث وافته المنية،
حصل على وسام الدولة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في (30 مارس 1981).
حصل على وسام الدولة وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في (16 سبتمبر عام 1991).